المناسبة في الآية السّابقة قال تعالى:(لظلوا من بعده يكفرون) أي: الكفار وفي هذه الآية يقول الله سبحانه لرسوله: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}: أي الكفار، فجعلهم في حكم الأموات وهم لازالوا أحياء يرزقون؛ لأنهم لا ينتفعون بما يسمعون من آيات الله ولا من وعد ولا وعيد.
وكذلك {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ} المصابين بالصَّمم في آذانهم؛ لأنهم لا يريدون الاستماع إليك. شبَّههم بالصمّ؛ لأنهم عطّلوا حواسهم ويحاولون أن يولُّوا مدبرين بالفرار والهرب منك خوفاً من أن يسمعوا آية أو حديثاً يقضُّ مضاجعهم.
ولا تسمع: تكرار (لا) لتوكيد النّفي.
{الدُّعَاءَ}: حين تدعوهم للهدى والإيمان.
{إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}: أي إذا ولَّوا إليك ظهورهم وانصرفوا عنك، ولم يعد هناك أمل في عودتهم، فما عليك إلا البلاغ.