سبب النّزول كما رواه الطبري والواحدي والبيهقي وغيرهم. قيل: إنّ أُبيّ ابن خلف أخذ عظماً قد بلي وراح يفتته أمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقول: أتزعم يا محمّد أنّ ربك سيُحي هذا؟ فردّ عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: نعم، يميتك ثمّ يبعثك ثمّ يحشرك إلى النّار. قالها في وجهه، فنزلت هذه الآيات. وقيل: نزلت في العاص ابن وائل، وعبد الله بن سلول، أو أبي جهل، والعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السّبب، وهذه الآية جوابٌ لكلّ مكذّب بالبعث.
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا}: المثل هو العظم البالي الّذي فتته بيده هذا الكافر ثمّ ذرّاه في الهواء.
{وَنَسِىَ خَلْقَهُ}: ونسي هذا الإنسان كيف خُلق؛ أي: لو تذكّر خلقه (أو كيف خُلق) وتأمّل في ذاته، لما ضرب هذا المثل أو سأل هذا السّؤال.
{قَالَ}: أُبي بن خلف أو غيره.
{مَنْ}: استفهام مشوبٌ بالتّعجب والاستبعاد.
{يُحْىِ الْعِظَامَ}: يُعيدها حية.
{وَهِىَ رَمِيمٌ}: هي للتوكيد، رميم: بالية هشّة ميتة، يقال: رمّ العظم إذ بلي.