{قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ}: قال يوسف: هل علمتم.
{هَلْ}: استفهام فيه معنى التّوبيخ، والتّقريع، والتّهويل. اختلف المفسرون في السّبب الّذي دفع يوسف -عليه السلام- لهذا القول، وقال ابن عبّاس -رضي الله عنهما- حين سألهم يوسف: هل علمتم ما فعلتم بيوسف، وأخيه إذ أنتم جاهلون: رفع التّاج عن رأسه، فعرفوه من الشّامة الّتي كانت على صدغه، وكان ليعقوب مثلها، وهناك من قال: ابتسم يوسف، ولما ابتسم ظهرت ثناياه، وكانت علامة فارقة له؛ مما دفع إخوة يوسف إلى تذكُّره، وقال هل علمتم ما فعلتم بيوسف: أيْ: ما أعظم ما ارتكبتم بحقِّ يوسف وأخيه.
{إِذْ}: ظرف للزمن الماضي.
{أَنتُمْ جَاهِلُونَ}: بسبب طيشكم، وسفهكم، وجاهلون بعاقبة أمركم، وآثار ما قمتم به، ومجيء هذا القول في صيغة سؤال قد يدفع المسؤول في التّحقق من هوية وشخصية المتحدث، وقيل: ما أحلم يوسف -عليه السلام- ؛ إذ التمس العذر لهم بما فعلوه فيه، وسمّاه بالجهل. ارجع إلى سورة الزمر آية (٦٤) لبيان معنى الجهل.