للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يس [٣٦: ٦١]

{وَأَنِ اعْبُدُونِى هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}:

{وَأَنِ}: مصدرية تفيد التّعليل والتّوكيد.

{اعْبُدُونِى}: من العبادة وهي: طاعة العابد للمعبود في أيّ أمر وفيما نهى عنه: افعل أو لا تفعل، والعبادة لها منهج ولها جزاء ولا تكون إلا للخالق وحده. ارجع إلى سورة النّحل آية (٧٣) لمزيد من البيان في معنى العبادة.

وأن اعبدوني: لم يحذف ياء المتكلم في هذه كما هي الحال في آية الأنبياء (٢٥ أو ٩٢)؛ أي أطيعوني ووحّدوني؛ لأن السياق في آية ياسين في مقام التوحيد وعدم الشرك وتجنب الشيطان والإخلاص لله تعالى فقد أكبر على عبادة الله وحده مقارنة بعبادة الأصنام والأوثان التي لا تفيد ولا تضر.

{هَذَا}: الهاء للتنبيه، ذا اسم إشارة للقرب؛ ويعني الصّراط المستقيم.

{صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}: الصّراط: هو أوسع السّبل المستقيم الموصل للغاية بأقصر مسافة وزمن والخالي من العوائق أو المصاعب، والصّراط المستقيم يقصد به الدّين الحق دين الإسلام؛ أي: عبادة الله وحده.

وقدّم النّهي عن عبادة الشّيطان على الأمر بعبادة الله وحده؛ لأنّ عبادة الشّيطان تفسد عبادة الله ولا تنفع معها؛ أي: عبادة أو طاعة لله تعالى لذلك بدأ بالنّهي عن عبادة الشّيطان.