للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النحل [١٦: ١١٥]

{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}:

{إِنَّمَا}: كافة مكفوفة؛ تفيد التّوكيد.

{حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ}: الّتي خرجت منها الرّوح، سواء أكانت منخنقة، أو موقوذة، أو متردية، أو نطيحة، أو ما أكل السَّبُع، أو قتلت بوسائل أخرى، أو ماتت لكبر سنها، أو ماتت لمرض؛ فكل هذه الأسباب تؤدي باللحم إلى التفسخ، والفساد نتيجة موت الخلايا لنقص الأوكسجين، وتحلل الأنسجة، وسرعة انتشار الميكروبات والجراثيم، وحدوث الخثرات الدموية في الأوعية والأنسجة.

{وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ}: والدم: يحمل كل نفايات الجسد السامة، والمواد الكيماوية، والمركبات الضارة؛ مثل: البولة الدموية التي يحاول الجسم التخلص منها، وكذلك البكتريا، والدّم الجاري المسفوح حرم شربه، واستعماله بأيِّ وسيلة، ومستثنى من ذلك الكبد والطحال، ولحم الخنزير؛ لأن الخنزير حيوان قذر ونجس يأكل القاذورات، ولحمه بؤرة مناسبة لنمو الفيروسات والبكتريا والديدان التي هي متعايشة مع الخنزير فلا تؤثر عليه، وكذلك لحمه يحوي على نسبة عالية من الحموض الدهنية غير المشبعة، والحاوية على الكولسترول، ومسببات الأمراض، ومنها ارتفاع الضغط، والبرودة الجنسية.

{وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}: بأن ذكر اسم غير اسم الله عليه عند ذبحه؛ مثل: اسم اللات، والعزى، أو اسم هذا الولي، أو ذاك بدلاً من القول باسم الله، والله أكبر؛ فقد أثبتت التجارب العلمية على أن تذكية الحيوان بالذبح كما شرع الله يؤدي إلى زيادة في تصفية لحم الحيوان من الدم، وكذلك ذكر اسم الله عليه عند الذبح، والقول باسم الله والله أكبر يؤدي إلى مزيد من تصفية اللحم من الدم نتيجة الاختلاجات الناتجة عن الذبح والتكبير، وبذلك يكون أطهر وأطيب للجسم، وندرك بعض الحكمة من التحريم.

{فَمَنِ اضْطُرَّ}: أن يأكل عليه أن لا يكون باغ ولا عاد. ارجع إلى سورة المائدة، آية (٣)؛ للبيان.

{غَيْرَ بَاغٍ}: أيْ: ليس عنده بدائل عن أكل الميتة، أو غيرها من المحرمات؛ أيْ: يأكل طعام يسد رمقه.

{وَلَا عَادٍ}: يأكل غير متجاوز حدَّ حاجته؛ أيْ: لا يملأ بطنه، وإنما يأكل لسدِّ رمقه.

{فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: فإنّ: الفاء: للتوكيد؛ إنّ: لزيادة التّوكيد.

{غَفُورٌ}: لأنّه يغفر الذّنب للمضطر، وغفور: كثير الغفر؛ أي: السّتر، يغفر الذّنوب جميعاً.

{رَحِيمٌ}: لإعطاء الرّخصة بالأكل من الميتة، والدّم، ولحم الخنزير في حالة الاضطرار التي قد يؤدِّي إلى التّهلكة.