{حُنَفَاءَ لِلَّهِ}: جمع حنيف، مأخوذة من: حنف القدم؛ يعني: تقوّسها وانحناءها؛ أي: مائلين عن الباطل والاعوجاج مستقيمين على ملة إبراهيم، مخلصين له الدّين بالتّوحيد وعبادة الله وحده، مائلين عن عبادة الأصنام والشّرك. ارجع إلى الآية (١٣٥) من سورة البقرة؛ للبيان.
{غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ}: بالله من شيء، من ولد أو شريك أو ندٍّ أو مثيل.
{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ}: من شرطية، يشرك بالله: بأن يجعل له شريكاً أو نداً أو ولداً.
{فَكَأَنَّمَا}: كأنّ: للتشبيه، مؤلفة من كاف التّشبيه وإن، فصارت كلمة واحدة، والتشبيه بكأن أبلغ من التّشبيه بالكاف فقط.
{خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ}: سقط من السّماء بسرعة ومن ارتفاع بعيد، فتمزقت أوصاله وصارت الطّير تخطفها قبل أن تصل إلى الأرض.
{أَوْ تَهْوِى بِهِ الرِّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ}: أو: تعني: إنّ لم تخطفه الطير تهوي به الريح، تهوي من: هوى؛ أي: سقط إلى أسفل، تقذفه الرّيح وترمي به إلى أسفل في مكان سحيق بعيد القعر أو عميق، حتّى تتكسر عظامه وتسحق من شدة الصّدمة، فيصبح جثة هامدة لا حياة فيها، فهذا هو حال المشرك الّذي لم يتب فقد وقع في الهلاك. وكلمة ريح في القرآن تأتي في سياق الشر، والرياح تأتي في سياق الخير.