للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأحزاب [٣٣: ٩]

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد للذين آمنوا بالتّذكير بنعمة جديدة وهي ما حدث ليلة الأحزاب في السّنة الخامسة للهجرة.

{اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ}: إذ ظرفية فجائية، (في غزوة الخندق وتسمى غزوة الأحزاب)، أي: اشكروا واحمدوا ربكم، إذ جاءتكم وأنتم على ظهر جبل سُلْع، جنود المشركين من قريش بقيادة أبي سفيان وجنود من بني أسد وغطفان وعامر وسليم والنّضير وبني قريظة، وقيل: كان عددهم حوالي (١٠ آلاف) مقاتل، وكان عدد جيش المؤمنين (٣ آلاف) مقاتل.

{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا}: الرّيح في القرآن تحمل الشّر بينما الرّياح تحمل الخير، أيْ: ريحاً شديدة قوية اقتلعت خيامهم وأطفأت نيرانهم وأكفأت قدورهم وأذاعت الذّعر فيهم.

{وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا}: أي: الملائكة الّذين اقتلعوا أوتادهم وأكفؤوا قدورهم ودبُّوا الهلع والرّعب في جنود المشركين؛ مما اضطرهم إلى الهرب والانسحاب من أرض المعركة بسرعة ومن دون قتال.

{وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}: كان ولا زال وسيظل في المستقبل بما تعملون بصيراً، الباء للإلصاق والإلزام، ما اسم موصول بمعنى الّذي وقد تكون مصدرية، بما تعملون بصيراً: قدَّم العمل على (بصيراً) لأنّ السّياق في العمل، وتعملون: تضم الأقوال والأفعال، أيْ: من حفر الخندق والاستعداد للمعركة.