المقصود في هذه الآية رجل يبسط الله له الرّزق يوسع عليه ويصبح غنياً ثمّ يضيّق عليه فيصبح فقيراً، أو بالعكس يكون فقيراً ثمّ يصبح غنياً؛ أي: هو نفسه يتحول من حال إلى حال.
الآية (٣٦) من سورة سبأ: {قُلْ إِنَّ رَبِّى يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}: المقصود في هذه الآية رجل يُبسط له الرّزق؛ أي: يوسع عليه ويصبح غنياً طيلة حياته، ورجل آخر يضيق الله عليه الرّزق ويصبح فقيراً طيلة حياته.
أمّا في سورة القصص الآية (٨٢): {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} هذه الآية خاصة بقارون، فالله بسط له الرّزق ولم يقل يقدر له، وإنما خسف به وبداره الأرض.
{وَمَا أَنفَقْتُم مِنْ شَىْءٍ}: وما: الواو استئنافية، ما: شرطية، أنفقتم: تصدقتم في سبيل الله سواء كان صدقة أو زكاة أو قرضاً حسناً، من شيء: من ابتدائية استغراقية، تشمل كلّ شيء من مال أو طعام أو زمن، وشيء: نكرة والشّيء أقل القليل.
{فَهُوَ يُخْلِفُهُ}: الفاء للتوكيد، هو: لزيادة التّوكيد، ويعود إلى الله سبحانه، يخلفه: يعوضه بالمال أو الثّواب أو بالصّحة أو طول العمر، يخلفه في الدّنيا أو في الآخرة.
{وَهُوَ}: تكرار هو للتوكيد.
{خَيْرُ الرَّازِقِينَ}: خير؛ أي: أفضلهم وأعلاهم؛ لأنّه سبحانه خلق الرّزق والمرزوق، فلا رازق إلا هو فهو الرّزاق الحقيقي وأمّا العباد فهم من تسخير الله سخّرهم ليقوموا بذلك، وأضفى عليهم من صفته وكرمه ووصفهم بأنّهم من الرّازقين. والرّزق يشمل المال والعلم والسلطان والأهل والصحة والأمن والحرية وغيرها.