{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ}: سلَّطها عليهم أو قدَّرها عليهم.
{سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}: حسوماً متتابعات أو تباعاً أو من الحسم: الاستئصال والقطع أيْ: تستأصل استئصالاً. وذكر سبع ليال وثمانية أيام ليؤكد لنا أن العقاب بالريح بدأ بالنهار وانتهى بالنهار؛ لكي يروه بأعينهم ولو جاء بالليل لكان أهون, وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (١٩) في سورة القمر وهي قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ} يمكن الجمع بين الآيتين بالقول: إن العرب تعبر عن اليوم بالأيام كقولهم: (يوم بعاث)، و (في يوم نحس مستمر): يعني اليوم الذي بدأت به الريح تهب ثم استمرت ثمانية أيام حُسوماً.
{فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى}: فترى القوم في تلك الأيام والليالي صرعى: موتى ساقطين على الأرض، جمع صريع.
{كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}: جذوع نخل خالية الأجواف أو ساقطة، شبههم بالنّخل السّاقطة بلا رؤوس وقيل: كانوا طويلي القامة يشبهون النّخل المنقعر: المنقلع والفارغ من داخله, وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٢٠) في سورة القمر وهي قوله تعالى: {تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ}: نجد أن كل منقعر خاوي، والخاوي: يشمل المنقعر وغير المنقعر. ارجع إلى سورة القمر آية (٢٠) لمزيد من البيان والفرق بين الآيتين.