{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد للسائرين على درب الإيمان بالحذر من العدو.
{خُذُوا حِذْرَكُمْ}: ولم يقل: احذروا، والحذر: هو اليقظة، والحذر من العدو: هو توقي الضرر، سواء كان المحذور منه؛ أي: الضرر ظناً (مظنوناً)، أم متيقن حدوثه، القول خذوا حذركم: يدل على شدة الحذر وملازمته، وعدم النسيان والغفلة.
{فَانْفِرُوا}: الفاء: للترتيب، والتعقيب بعد الحذر.
والنفر: الفزع؛ أي: الخروج إلى قتال العدو، أو الجهاد بسرعة، وشجاعة، وحماس. والسؤال: لماذا قال: بينكم وبينه مودة، ولم يقل عداوة؟ لأن المخاطب في هذه الآية المؤمنين، وليس المتخلفين عن الجهاد، فلا يصح أو يصلح أن تكون بين المؤمنين عداوة في أي وقت، ولا يعلم ما في القلوب إلا الله وحده.
{ثُبَاتٍ}: متفرقين واحدها ثُبَةٌ؛ وهي الجماعة؛ أي: اخرجوا جماعة تلو جماعة، أو سَرية بعد سَرية.
{أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا}: كل السرايا، أو الجيش كاملاً.