للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة مريم [١٩: ٩٨]

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا}:

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِنْ قَرْنٍ}: ارجع إلى الآية (٧٤)؛ للبيان.

{هَلْ}: استفهام فيها معنى النّفي، والإنكار، والإجابة عنها تكون بنعم، أو لا، وهي تعني هنا للتعيين أيضاً.

{تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ}: تحس من الإحساس؛ أي: إذا استعملت أدوات إحساسك، وهي: العين، والأذن، والأنف، واليد، هل ترى منهم من أحد لا يزال حياً، أو السّمع هل تسمع منهم من أحد، أو اللمس باليد، أو الشّم، هل تشم رائحة أحد، منهم: خاصة؟

{مِّنْ أَحَدٍ}: من: استغراقية تشمل كلّ واحد أهلكناه من أفراد تلك القرون الّذين اندثروا في الأرض، وأصبحوا تراباً وعظاماً.

{أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا}: الرّكز الصّوت الخفي، أو الصّوت الّذي لا يُفهم أو لا تكاد تسمعه، وقيل: ما لا يفهم من صوت، أو حركة، وأصل الرّكاز: الخفاء، والرّكاز: المال المدفون في الأرض، وركز الرّمح: غرزه في الأرض؛ فبأيّ أداة من أدوات الحس إذا استعملت فلن تجد لهم أثراً على وجه الأرض. فالسؤال: هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزاً؟ والجواب: لا هذا ولا ذاك.