للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الزخرف [٤٣: ٨٤]

{وَهُوَ الَّذِى فِى السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِى الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ}:

{وَهُوَ}: الواو استئنافية، هو: ضمير فصل يفيد الحصر والتّوكيد.

{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التّعظيم.

{فِى السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِى الْأَرْضِ إِلَهٌ}: أيْ: هو الإله المعبود الموحد بحق في السّماء، وهو الله الإله المعبود الموحد بحق في الأرض، ولو قال: وهو في السّماء والأرض إله لكان يعني: هو إله فقط في الأرض، ولو قال: وهو الّذي في الأرض والسّماء إله لكان يعني: هو إله فقط في السّماء فلا بُدَّ من إعادة القول (إله)؛ أي: لا إله إلا هو في السماء، ولا إله إلا هو في الأرض.

{وَهُوَ}: ضمير للتوكيد.

{الْحَكِيمُ}: في صنعه وتدبيره لخلقه وكونه، فهو أحكم الحاكمين وهو أحكم الحكماء. ارجع إلى سورة البقرة آية (١٢٩) لمزيد من البيان.

{الْعَلِيمُ}: بأحوال خلقه وكونه لا يعزب عنه مثقال ذرة في السّموات ولا في الأرض.

وقدَّم في هذه الآية الحكيم على العليم أيْ: قدَّم الحكمة على العلم؛ لأن السياق في التشريع، والحكم؛ لأنه الإله في السماء والإله في الأرض، وفي آيات أخرى يقدِّم العلم على الحكمة، فيقول: العليم الحكيم، والسّياق هو الّذي يحدد التّقديم والتّأخير، فإذا كان السّياق في التّشريع والجزاء يقدِّم الحكمة، وإذا كان السّياق في العلم يقدِّم العلم على الحكمة، ولنعلم أن ليس كلّ عالم هو حكيماً، أو ليس كلّ حكيم هو عالماً (عليماً).