للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأعراف [٧: ٦٠]

{قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ}:

{قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ}: الملأ: هم أشراف القوم، وسادتهم، ولم يقل: الملأ الذين كفروا من قومه؛ لأن قول: الملأ هذا كان في بداية الدعوة، ولم يكن هناك أي مؤمن بنوح -عليه السلام- ، حتى ذلك الزمن, وأما لو قال الملأ الذين كفروا من قومه: يعني أن هناك أشراف أو ملأ من قومه آمن وقال الذين كفروا.

{إِنَّا لَنَرَاكَ فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ}: إنا: للجمع، والتعظيم، لنراك: اللام: لام التوكيد، نراك: نجدك؛ أيْ: نعتقد، رؤية قلبية، وبصرية.

{فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ}: الضلال: الانحراف عن الحق؛ أيْ: تائه، وبعيد عن الصواب؛ أيْ: أنت مجرد تائه، ضال، والضلال: اسم جنس يشمل الضلالات كلها، ويعني الضلال الكثير، أو القليل أما الضلالة تفيد (اسم مرة)؛ أي: شيء قليل من الضلال.

{فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ}: واضح، ومكشوف لكل واحد، ولا يحتاج أن تبيِّنه؛ فهو بائن، وظاهر، ولا يحتاج إلى برهان؛ لأنه -عليه السلام- كان يدعوا إلى عبادة الله وحده.

{فِى}: تفيد الطرفين؛ كأن الضلال محيط بنوح -عليه السلام- من كل جانب، ومنغمس فيه من قبل.