للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة التوبة [٩: ١]

[سورة التوبة]

سورة التّوبة [الآيات ١ - ٦]

ترتيبها في القرآن (٩)، وترتيبها في النزول (١١٣).

تسميتها: لقوله تعالى: {فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}، {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِى الدِّينِ}، {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِىِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ}، {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا}، {وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ}.

وسورة براءة؛ لقوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}.

وعن ابن عباس قال: إنها الفاضحة.

وهي السّورة الوحيدة في القرآن الّتي لم تبدأ بـ: بسم الله الرّحمن الرّحيم، وقيل في أسباب عدم ذكر التسمية، وهو أمر توقيفي:

١ - أنّ بسم الله الرّحمن الرّحيم؛ تعني: الأمان، والرّحمة، وبراءة تنافي الرّحمة، والأمان, كما قال ابن عباس, وجاء في تفسير الرازي.

٢ - أنّ سورة الأنفال، وسورة التّوبة واحدة؛ لأن سورة التوبة متممة لسورة الأنفال؛ فسورة الأنفال ذكر فيها العهود، وبراءة نقضها.

نزلت سورة التّوبة في السنة التاسعة من الهجرة، وهي السّنة الّتي حدثت فيها غزوة تبوك، وهي آخر غزوات الرّسول -صلى الله عليه وسلم-.

ترتيب نزولها هي السّورة (١١٣) في ترتيب نزول السّور، وسور القرآن (١١٤)، نزلت قبل سورة النّصر: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} الّتي هي آخر سورة نزلت، كما قال ابن عبّاس في «صحيح مسلم».

{بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}:

{بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}: أيْ: هذه براءة من الله ورسوله.

أو {بَرَاءَةٌ}: بالتّنوين: مصدر لفعل برأ يبرأ، والتّنوين، أو المجيء، أو البدء بالمصدر: للتفخيم.

{مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}: لزيادة التّفخيم، والتّهويل؛ من الله ورسوله، ولم يقل: من الله، ومن رسوله؛ لأنّ براءة الله، وبراءة رسوله هي واحدة، نفس البراءة.

و {بَرَاءَةٌ} من برئ؛ أيْ: سَلِم، أو تخلى، أو قطع من العيب، أو الدّين، أو الحماية، أو العهد، أو لم يبق ثمة علاقة، أو صلة، أو عهد مع المشركين؛ أيْ: هذا أمر من الله ورسوله بقطع، ونبذ عهود الموالاة للمشركين؛ الّذين عاهدتم منهم.

والخطاب موجَّه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه بالتّخلي عن كلّ العهود المبرمة مع المشركين؛ مثل: قبائل خزاعة، وبني مدلج، وبني خزيمة، وغيرهم.

وسبب هذه البراءة؛ لأنّ المشركين لم يوفوا بما عاهدوا عليه المؤمنين، فجاء الأمر الرّباني بنقض العهد معهم.

و {عَاهَدْتُمْ}: من العهد، والمعاهدة: عقد العهد بين طرفين التزم كلٌّ منهما بقبول شروط العقد، وكانت العهود توثق بوضع كلّ طرف يده اليمنى بيمين الآخر، ولذلك سمِّيت أيماناً. ارجع إلى الآية (٢٧) من سورة البقرة؛ للبيان.