للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة غافر [٤٠: ١٢]

{ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِىَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِىِّ الْكَبِيرِ}:

{ذَلِكُمْ}: ذا اسم إشارة واللام للبعد والكاف للخطاب، ولم يقل ذلك؛ لأنّ (ذلكم) أهم وأوكد من ذلك ولأنّها تشير إلى أكثر من أمر.

وذلكم: أي الاعتراف بالذّنوب لا ينفع الآن ولا سبيل للعودة إلى الدّنيا أو الخروج من النّار.

{بِأَنَّهُ}: الباء: للتعليل؛ أن: للتوكيد؛ أي: سبب ذلك أنّه إذا دُعي الله وحده كفرتم؛ أي: كفركم وشرككم بالله تعالى.

{إِذَا}: ظرفية للزمن الماضي بمعنى حين، وشرطية.

{دُعِىَ اللَّهُ وَحْدَهُ}: إذا دعاكم أحد في الدّنيا إلى الإيمان بالله وحده كفرتم.

{كَفَرْتُمْ}: أي جحدتم وكذبتم ولم تؤمنوا. ارجع إلى سورة البقرة آية (٦) لمزيد من البيان في الكفر.

{وَإِنْ يُشْرَكْ}: إن شرطية تفيد الاحتمال والشّك، يُشرك بالله: بأن له ولداً أو شريكاً في الملك أو آلهة أو أصناماً.

{تُؤْمِنُوا}: تصدقوا وتقروا بالشّرك وتدعوا إليه.

{فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِىِّ الْكَبِيرِ}: الفاء للتوكيد، الحكم: القضاء بما أشركتم وكفرتم. لله: اللام لام الاختصاص، الحكم لله وحده يوم القيامة وهو الحكمُ العدل {وَلَا يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا} [الكهف: ٢٦]، {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [الرّعد: ٤١]. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٦٢) لبيان معنى الحكم والقضاء.

{الْعَلِىِّ}: علو الجلال والكمال العليّ بسلطانه وقدره، عليُّ الذّات والصّفات والأسماء. ارجع إلى سورة الحج آية (٦٢) لمزيد من البيان في العلي.

{الْكَبِيرِ}: العظيم الشّأن أكبر من كلّ شيء وأعظم من كلّ شيء، وكلّ شيء بالنّسبة له صغير، وأكبر من أن تدركه العقول والحواس.