{يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}: جاء هذا الأمر الإلهي بدخول الأرض المقدسة، بعد نزول التوراة على موسى، وعبادتهم العجل، ورفع الطور.
{الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ}: الأرض المباركة المطهرة، قيل: هي بيت المقدس، أرض الشام، وفلسطين، والأردن.
{كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}: أيْ: فرض الله عليكم دخولها.
{الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}: فسّرت هذه الكتابة:
كتابة مؤقتة، كتابة موقوتة بزمان محدد، حينما كانوا مؤمنين؛ فإن الله قد كتب لهم الأرض المقدسة؛ لكنها ليست كتابة دائمة حتى قيام الساعة، وإنما كتابة موقوتة، كتبها لهم عندما كانوا مؤمنين موحِّدين، وكان غيرهم في ذلك الزمن كافرين ووثنيين، ولكنهم حينما ارتكبوا المعاصي، وغضب الله عليهم، ولعنهم؛ فقد فقدوا حقَّ تملُّك تلك الأرض المقدسة.
أو كتبها كتابة تشريعية؛ أيْ: أن يكون للمريد أو المدعو اختيار في أن يفعل أو لا يفعل؛ أيْ: يدخلها فينال الثواب والأجر، أو لا يدخلها؛ فيعاقب على ذلك.
أو كتابة كونية؛ أيْ: إن الدخول لا اختيار فيه، أو إرادة، يجب أن يحدث رغم أنف الإنسان.
ويُرجَّح أنها كتابة تشريعية؛ لقوله تعالى:{وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}؛ أيْ: لهم الخيار بالدخول، أو الارتداد، وعدم الدخول.
{وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ}: تتراجعون، أو تنهزمون، ولا ترجعوا عن أمر الله إلى معصيته.