للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأعراف [٧: ١٦٢]

{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِى قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ}:

هذه الآية تتمة للآية التي جاءت بعد أن قل إيمان بني إسرائيل.

{فَبَدَّلَ}: الفاء: تدل على التعقيب، والمباشرة على التبديل.

{الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِى قِيلَ لَهُمْ}: فقالوا: بدلاً من حط عنا خطايانا قالوا: حطة.

ودخلوا الباب من دون خضوع، وخشوع.

{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}: خاصَّةً؛ تفيد التوكيد.

{فَأَرْسَلْنَا}: الفاء: للتعقيب، والمباشرة، والإرسال: فيه معنى الكثرة؛ أيْ: مرات عديدة، بعكس: أنزلنا؛ تعني: مرة، أو عدداً قليلاً.

{رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ}: عذاباً من السماء.

أما الفرق بين الرجز والرجس:

فالرجس: المعاصي، والمآثم، والأصنام، والأوثان، وكل ما يستقبحه الشرع؛ فالرجس: يؤدِّي إلى الرجز: وهو العذاب؛ أي: الرجس أعم من الرجز، فالرجس يشمل الرجز (العذاب) وكل أمر، أو شيء مستقبح قذر مثل الأصنام والمعاصي. ارجع إلى سورة البقرة آية (٥٩) لمزيد من البيان في معنى الرجز والرجس.

{بِمَا}: الباء: باء البدلية، أو السببية، ما: بمعنى: الذي.

{كَانُوا يَظْلِمُونَ}: من الظلم، وهو الشرك، وعدم الطاعة، والخروج عن منهج الله. ارجع إلى الآية (٥٤) من سورة البقرة؛ لمزيد من البيان عن الظلم.

ولنقارن هذه الآية (١٦٢) من سورة الأعراف: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِى قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ}.

مع الآية (٥٩) من سورة البقرة: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِى قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}.

آية سورة الأعراف في سياق الذين أقل إيماناً، وآية سورة البقرة في سياق الأكثر إيماناً، وإذا قارنا هاتين الآيتين نجد الاختلافات التالية:

ففي آية الأعراف قال: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِى قِيلَ لَهُمْ}: منهم: تدل على التوكيد من بني إسرائيل.

أما في آية سورة البقرة: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِى قِيلَ لَهُمْ}: فلم يذكر (منهم).

في آية الأعراف قال: {فَأَرْسَلْنَا}: تعني: مرات كثيرة، فيها شدة أكثر من {أَنزَلْنَا} التي وردت في سورة البقرة، فأرسلنا؛ أي: العذاب المرسل، إرسالاً متتابعاً، ومتكرراً، {أَنزَلْنَا}: يعني: مرة أو مرتين.

في آية الأعراف قال: {عَلَيْهِمْ}: أعم من (على) التي وردت في سورة البقرة؛ لأن عليهم: تشمل الذين ظلموا وغيرهم.

في آية الأعراف قال: {يَظْلِمُونَ}، وفي سورة البقرة {يَفْسُقُونَ}، والظلم أشد من الفسق، وأعلى درجة، والفسق يسبق الظلم، وهو أقل إثماً من الظلم، ويعني: الخروج عن طاعة الله، أو الدِّين.