للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة سبأ [٣٤: ٢٠]

{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}:

لا زالت الآيات في سياق الحديث عن سبأ وما أصابهم.

{وَلَقَدْ}: الواو استئنافية، اللام للتوكيد، قد: للتحقيق؛ أي تحقق ما تتحدث عنه الآية وهو:

{صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ}: صدَّق شدّد الدّال ولم يقل صَدَق: أي بذل إبليس قصارى جهده من الوسوسة والإغراء والتّزيين والإضلال لقوم سبأ حتّى تحقّق ظنه عليهم؛ أي: على سبأ، وعلى تفيد العلو والمشقة؛ أي: تغلب عليهم بإغوائه، والظّن: بمعنى الشّك الرّاجح، والشّك هو التّردد بين أمرين النّفي والإثبات، والظّن الّذي ترجح فيه كفة الإثبات، وظنه: غايته وهي: أي يتبعوه فاتّبعوه وكفروا بنعم الله وجحدوا بها وأعرضوا عن الإيمان وكان مصيرهم التّمزق والهلاك وأصبحوا عبرة لغيرهم، وغاية الشّيطان أن يقود الإنسان ليكفر بنعم الله وينكرها ويكذب ويعرض عن الإيمان بربه مما يؤدي به إلى الهاوية، والله سبحانه حذر من ذلك وقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: ٦].

{فَاتَّبَعُوهُ}: ساروا وراء الشّيطان واتبعوا خطواته (في الوسوسة والتّزيين والإغواء) وحقق الشّيطان ظنه ونال غايته منهم إلا فريقاً من المؤمنين.

{إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}: إلا: أداة استثناء، فريقاً من المؤمنين: لم يستطع إبليس أن يغويهم ويحقق ظنه فيهم، آمنوا بالله واتبعوا الرّسل وشكروا الله على نعمه وصبروا على ما أصابهم في سبيله.