للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأنبياء [٢١: ١١]

{وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ}:

{وَكَمْ}: كم الخبرية تفيد التّكثير؛ أيْ: قصمنا الكثير من القرى.

{قَصَمْنَا}: أي: مزقناها كل ممزق؛ لأن القصم: هو الكسر الّذي يحدث فيه انفصال الأجزاء عن بعضها، وليس فيه أمل الالتئام، إذن القصم أشد من الكسر (الكسر فيه أمل الالتئام)، ويقال للقصم أحياناً الكسر الّذي ترى من خلاله العظم؛ أي: شبه أخذها بالعذاب بالكسر المفتوح وفيه تمزق للأنسجة والأربطة؛ أي: كسرها وقطع أوصالها ومزقها كل ممزق؛ أي: ماتوا بجروحهم، ومن تقطع أوصالهم، وهذه الآية الوحيدة التي ذكر فيها القصم.

{مِنْ قَرْيَةٍ}: من ابتدائية، القرية: تعني أهلها وبنيانها معاً.

{كَانَتْ ظَالِمَةً}: فهذا الشّرط الأوّل كانت ظالمة؛ أيْ: أهلها كانوا كفرة مشركين مكذبين.

{وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ}: بعد القصم؛ أيْ: تدميرها، وإهلاك أهلها أنشأنا وتعني: التربية والإعداد والإنشاء: هو أحداث حالاً بعد حال من غير مثال سابق، ومنه يقال: نشأ الغلام؛ أي: نما وتربى وتطور شيئاً فشيئاً، بعدها بزمن قصير أو طويل قوماً آخرين.