{فَسِيحُوا فِى الْأَرْضِ}: فسيحوا: الفاء: للترتيب، والتّعقيب، سيحوا في الأرض أربعة أشهر: أيْ: سيروا في الأرض بحرية آمنين أربعة أشهر دون قتال؛ فمن كان له عهد أقل من أربعة أشهر؛ فأجله إلى مدته، ومن كان له عهد أكثر من أربعة أشهر فأجله أربعة أشهر، ولا أمان، ولا حرية بعدها.
{فَسِيحُوا}: من السّياحة، والسّياحة في الأصل: جريان الماء، كما تمليه الطّبيعة، ثم استعملت في السّير، وسبب هذه الأربعة أشهر حتّى لا يُنسب إلى المسلمين الغدر، أو نبذ العهد دون إعلان، أو إنذار.
{أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ}: تبدأ من قراءة علي -رضي الله عنه- لهم هذا الإنذار في منى من السّنة التّاسعة للهجرة، وكان معه أبو بكر -رضي الله عنه- .
{وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى اللَّهِ}: أنكم: تفيد التّوكيد. غير معجزي الله: بالهرب، أو التّحصُّن، أو الخفاء بعد هذه المهلة؛ أيْ: لا تفوتونه.
{وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِى الْكَافِرِينَ}: وأنّ: للتوكيد، مخزي: من الخزي: وهو الذّل، والفضيحة في الدّنيا، والآخرة، سواء أكان ذلك بالقتل، والتّشريد، أم العذاب بالبأساء، والضّراء في الدّنيا، وفي الآخرة بعذاب النّار.