للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأنعام [٦: ١٣٤]

{إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}:

أي: أخبرهم يا محمد:

{إِنَّ}: تفيد التوكيد.

{مَا}: بمعنى: الذي, وما: أوسع شمولاً من الذي، ونلاحظ أنه فصل بين إنَّ وما، وإذا قارنا (إنَّ) (ما) في هذه الآية مع الآية (٥) في سورة الذاريات وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ}: نجد آية الأنعام جاءت كتحذير في الدنيا وفيها فصل (إنَّ) عن (ما)، ونجدَّ آية الذاريات وصل (إنَّ) مع (ما) وجاءت في سياق القسم بأمور في الدنيا تخص الآخرة فوصل بين (إنَّ وما)؛ أي: فك الإدغام عندما تحدث عن الدنيا، وجاء بالإدغام عندما تحدث عن الدنيا والآخرة.

{تُوعَدُونَ}: لم يقل: وعِدتُم، أو وعدَكُم، وجاء بصيغة المضارع؛ ليدل على التجدد، والاستمرار، والوعد غالباً ما يكون في الخير، والوعيد في الشر.

{لَآتٍ}: اللام: للتوكيد.

{لَآتٍ}: أي: البعث، والحساب، والجزاء الأخروي.

{وَمَا}: ما: النافية.

{وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}: الباء: للإلصاق، والتوكيد.

{بِمُعْجِزِينَ}: من أعجز، تقول العرب: أعجزني فلان؛ أيْ: هرب فلم أستطيع اللحاق به؛ أيْ: هرب، وفلت من العقاب، أو العذاب.

{وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}: أيْ: فائتين من عذاب الله، والله قادر غير عاجز عن اللحاق بكم، ولن تستطيعوا الفرار من عذابه.