{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ}: إذ: ظرف زماني، واذكر إذ قال يوسف لأبيه، أو حين قال يوسف.
يوسف: بن يعقوب، بن إسحاق، بن إبراهيم؛ فهو أحد أولاد يعقوب الاثني عشر ذكراً.
{لِأَبِيهِ}: يعقوب -عليه السلام- .
{يَاأَبَتِ}: نداء استعمل فيه ياء النّداء: للبعد؛ أبت: بدلاً يا أبي فيها استعطاف، وحنان أكثر من قوله: يا أبي، وقيل: كان عمره حوالي (١٢ عاماً).
{إِنِّى}: إنّي: للتوكيد.
{رَأَيْتُ}: فعل ماض يدل على أنّه رأى ذلك مرة واحدة، رأى رؤيا واحدة فقصها على أبيه، ولم يقل: إني أرى، كما قال إبراهيم لابنه إسماعيل: إني أرى في المنام أني أذبحك؛ أرى: فعل مضارع، وأرى: تدل على كثرة الرّؤيا (أكثر من مرة)؛ فقد رأى إبراهيم تلك الرّؤيا ثلاث مرات خلال ثلاث ليال، إذن رأيت تدل على رؤية واحدة، وأرى على عدة رؤى.
{أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا}: الكوكب: جسم بارد يستمد نوره من غيره من الشّمس مثل كوكب الأرض.
{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ}: والشّمس والقمر رأيتهم؛ أي: رآهما معاً، مع العلم أنّ لكلّ منهما وقتاً للظهور يختلف عن الآخر، ولكن رؤيا يوسف رآهما معاً.
{لِى}: خاصة.
{سَاجِدِينَ}: معنى ذلك أنّه أنزل الشّمس والقمر منزلة العاقلين، ويجوز في اللغة العربية تنزيل غير العاقل منزلة العاقل، وتكرار رأيت للتوكيد، والرّؤيا بالألف: تدل على الرّؤيا المنامية، والرّؤية بالتّاء المربوطة: تدل على الرّؤية في اليقظة، أو الرّؤية البصرية العادية، وتأويل أحد عشر كوكباً كما سنرى في نهاية القصة؛ يعني: إخوته الأحد عشر، والشّمس والقمر (أمّه وأبوه).
{رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ}: سجود تحية، وتكريم، وليس سجود عبادة، وهذا ما سنراه في نهاية القصة، أو السّورة.
وقد وصف النّبي -صلى الله عليه وسلم- يوسف في الحديث الّذي رواه ابن عمر، وأخرجه البخاري، والإمام أحمد، بالكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم؛ أي: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.