ذكر الله سبحانه في الآية السّابقة: فمن أوتي كتابه بيمينه، وهذه الآية تشير إلى الّذي سيأخذ كتابه بشماله؛ فوصفه بالأعمى أعمى البصيرة في الدّنيا، وأعمى البصر والبصيرة معاً في الآخرة.
أعمى البصيرة في الدّنيا؛ أي: أعمى القلب، لا يفهم آيات الله، ولا يؤمن، ولا يهتدي سبيلاً، وأما في الآخرة؛ فهو أعمى البصر، والبصيرة؛ كقوله تعالى:{وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا}[الإسراء: ٩٧]، و {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه: ١٢٤].
وقد يكون عمى الدّنيا أقل شدة بكثير من عمى الآخرة.
{وَأَضَلُّ سَبِيلًا}: فمن كان في الدّنيا ضالاً فسيكون في الآخرة أضل بكثير مما كان عليه في الدّنيا؛ حيث لا يمكن أن يتدارك ضلاله في الآخرة؛ بينما في الدّنيا كان باستطاعته أن يتوب، ويرجع عن عصيانه، وضلاله.