للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة غافر [٤٠: ٣٦]

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِى صَرْحًا لَّعَلِّى أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ}:

عاد فرعون مرة ثانية إلى مقاطعة كلام الّذي آمن راجياً أن لا يكون نُصحُ الّذي آمن قد أثّر في قلوب المستمعين، فأسرع بسؤال هامان أمام قومه مستخفاً بعقولهم:

{يَاهَامَانُ ابْنِ لِى صَرْحًا}: هامان: وزيره هامان كان المسؤول على البناء، بناء المشاريع الكبرى، وبناء المشاريع الكبرى يطلق عليها هامان أي اسمه هامان ووظيفته هامان (بناء المشاريع الكبرى) وكان مقرباً إلى فرعون. وذكر هامان في القرآن إعجاز على نبوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنّ أهل الكتاب ينكرون هامان في كلّ قصة موسى؛ أي: لا وجود لهامان مع موسى. ارجع إلى سورة القصص آية (٦) لمزيد من البيان.

{ابْنِ لِى صَرْحًا}: الصّرح هو البناء الشّامخ العالي الظّاهر الّذي لا يخفى على النّاظر من بُعد كالأبراج العالية، صرحاً: من صَرَح الشَيء وصرّحَه؛ أي: بيّن الشّيء وأظهره فلم يعد يخفى.

{لَّعَلِّى}: للتعليل.

{أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ}: جمع سبب، والسّبب: هو ما يتوصّل به إلى الشّيء كالحبل أو السُّلم ويطلق على الطّريق.

وقيل: أبواب السّموات؛ أي: الطّرق طرق السّموات.

لعلّي أبلغ الطّرق التي توصل من سماء إلى سماء المؤدية إلى الوصول إلى إله موسى، وكما قال تعالى في سورة الكهف الآيتين [٨٤-٨٥]: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا} وارجع إلى سورة ص آية (١٠) لمزيد من البيان.