{وَجَعَلُوا}: الجعل، أي: التّصيير والضّمير يعود على مشركي وكفار مكة وغيرهم. فهم لم يكتفوا بافترائهم بأن له ولداً أو شريكاً، بل ذهبوا أبعد من ذلك في إفكهم وجعلوا {بَيْنَهُ} أيْ: بين الله سبحانه {وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا}: صلةً وارتباطاً ناتجة عن التّزاوج والجنة يعني: الملائكة أو الجن وسُمُّوا بالجنة؛ لأنّهم لا يُرون أو لاستتارهم عن الأبصار، فقد افتروا على الله الإفك فقالوا: إن الله سبحانه تزوج من صنف من الملائكة يقال لهم: الجنَّة، فأصبح له بناتٌ من الملائكة. قاله قتادة وابن السائب.
{وَلَقَدْ}: اللام للتوكيد، قد للتحقيق.
وهناك من قال: إنّ الجِنة هم الجن، وسُمُّوا بالجن؛ لأنّهم لا يُرون أيضاً، فقد جاء عن ابن عبّاس أنّ قريشاً كانت تقول: سروات الجن بنات الرّحمن وأن سروات الجن هن أمهات الملائكة؛ أيْ: أنّ الله تزوج من الجن فجعلوا بينه وبين الجنة نسباً، ويكون معنى ولقد علمت الجنة، أي: الجن إنّهم لمحضرون، إنّهم أنفسهم لمحضرون إلى العذاب.
وقيل هذا ردّاً على زعمهم أن بين الله سبحانه وبين الجِنة (الجِن نسباً) فلن يعذب الله الجن بالنّار فأبطل الله سبحانه ذلك الزّعم.
{وَلَقَدْ}: اللام للتوكيد قد للتحقيق.
{عَلِمَتِ الْجِنَّةُ}: أي: الجن.
{إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}: أيْ: كلّ ما يفتري على الله الكذب، لمحضرون: اللام للتوكيد محضرون إلى العذاب.