للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة آل عمران [٣: ٤٥]

{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}:

{إِذْ}: واذكر إذ أو حين قالت الملائكة: ظرفية.

{قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ}: أي: جبريل -عليه السلام- .

{يَامَرْيَمُ}: يا: النداء؛ للبعد.

{إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ}: البشارة لا تكون إلا بخبر عظيم مفرح، ولأول مرة، (وإذا استعملت في غير ذلك الغرض؛ تعني: التهكم، والتحقير، مثل قوله: وبشر المنافقين).

{بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ}: المراد بهذه الكلمة عيسى، وسمي بالكلمة؛ لأنه خلقه بكلمة كن فيكون كما حدث لآدم -عليه السلام- .

{اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ}: إنها ثلاثة أسماء تتركب من: اللقب والاسم والكنية.

المسيح: هو اللقب، أو صفة، وتعني ما مسح ذا عاهة، إلا برأ منها، أو لأنه كان يسيح في الأرض، ولا يقيم في مكان، أو الممسوح من الذنوب، أو المسيح المبارك، وفي اللغة العربية يستعمل اللقب؛ للمدح، أو الذم.

عيسى: هو الاسم، ويستعمل الاسم في حالة التكليف، أو النداء، أو الثناء, وعيسى قيل: مأخوذة من العيس, وهو: بياض تعلوه حمرة.

ابن مريم: هو الكنية لم يرد ابن مريم لوحده أبداً في القرآن، وفي مقام تصحيح العقيدة يستعمل غالباً المسيح عيسى ابن مريم، أو المسيح ابن مريم، أو عيسى ابن مريم، ولا يمكن أن ينسب الطفل للأم مع وجود الأب.

{وَجِيهًا فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}: وجيهاً: من وجهاء القوم؛ أي: ذا جاه، وقدر، وكرامة، إذا سأل يستحيي الناسُ أن يردوه خائباً.

وجيهاً في الدنيا: بالنبوَّة، وذا جاه، وكرامة في الدارين.

والآخرة: بالشفاعة، والمنزلة العالية في الجنة.

ومن المقربين: من: ابتدائية المقربين عند الله سبحانه، رفعه الله إليه.

ورد اسم مريم (٣٤) مرة في القرآن.

ورد اسم عيسى في القرآن حوالي (٢٥) مرة، وكان اسمه كما يلي عيسى ابن مريم (١٤) مرة، المسيح عيسى ابن مريم (٣) مرات، وورد اسم المسيح ابن مريم (٦) مرات، وذكر فقط المسيح (٢).

وسواء المسيح عيسى ابن مريم، أو عيسى ابن مريم، جملة اسمية تفيد الثبوت؛ ليظل هذا الوصف ابن مريم ثابتاً مقرراً في الأذهان إلى يوم القيامة، رداً على من ادعى بألوهية عيسى ابن مريم، واسم عيسى يأتي في سياق النداء، والتكليف، وفي سياق تعداد الرسل وبشكل عام، بينما يأتي اللقب المسيح في سياق الثناء والعقيدة، (والمسيح معناها المبارك)، ويأتي ابن مريم في سياق الوحدانية، أو الشرك، أو الإلوهية، أو الولد، أو تصحيح العقيدة.