للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة غافر [٤٠: ٦]

{وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}:

{وَكَذَلِكَ حَقَّتْ}: أي كما وجب أو حكم بالعذاب على الأمم الماضية المكذّبة لرسلهم، وجب أو ثبت على الّذين كفروا بمحمّد من كفار قريش أنّهم أصحاب النّار.

{كَلِمَتُ رَبِّكَ}: قيل: كلمة ربك هي: كلمة العذاب، أو: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [السجدة: ١٣]، أو قوله تعالى: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأعراف: ١٨].

{عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا}: حقّت وثبتت على الّذين كفروا؛ لأنّهم هم الّذين كفروا اختاروا ذلك، ولم تحقّ عليهم بقهر وجبروت أو ظلم.

{أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}: أن للتوكيد، أصحاب النّار: ارجع إلى الآية (٣٩) من سورة البقرة للبيان، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٣٣) في سورة يونس وهي قوله تعالى: {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}: نجد أن آية يونس جاءت في سياق الكل (المؤمن والكافر)، فمن خرج عن الحق أو المنهج هو فاسق فهم لا يؤمنون, وآية غافر: جاءت في سياق الذين كفروا فهم أصحاب النار.