{وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}: بجذع: الباء: للتوكيد؛ أصلها هزي إليك جذع النّخلة؛ هزي إليك بجذع النّخلة: هذا الهز يحتاج إلى جهد كبير، والوقت غير مناسب، وهي في حالة ولادة، وجذع النّخلة يحتاج إلى قوة، وهي تنزف، وفي ألم شديد، والهز هنا هو فقط امتثال لأمر الله؛ فقد يكون في ظاهره الصّعوبة، والمشقة، ولكن قد يكفي المحاولة الخفيفة، لا كما يتصوره النّاس؛ فلا بد من الأخذ بالأسباب، والتّوكل على الله سبحانه، ولو كان العبد في مثل تلك الحالة فعليه الأخذ بالأسباب، وإن كان الله -جل وعلا- قادراً على أن يطعم مريم، وهي في هذه الحالة الحرجة، والمخاض، والولادة، كما أطعمها قبل ذلك حين كان يدخل عليها زكريا ويجد عندها رزقاً، ويقول: أنى لك هذا؟ وتقول مريم:{هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[آل عمران: ٣٧].
{تُسَاقِطْ عَلَيْكِ}: تُساقط: تعني: تتابع السقوط والاستمرار؛ أي: الرطب من النّخلة عليك؛ فقط الرّطب الّتي استوت، والنّاضجة. أمّا غير النّاضجة لا تسقط، وتُساقط فيها عدة قراءات: تسَّاقط السّين مشددة؛ تُسقط، تُساقط.
{رُطَبًا جَنِيًّا}: الرّطب التّمر، أو البلح الطّازج.
{جَنِيًّا}: الصّالح للقطف، والأكل، والجَنيّ ما صلح لأن يُجنى: يقطف ويؤكل.