للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة النمل [٢٧: ٢٢]

{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}:

{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ}: الفاء للتعقيب والتّرتيب، غير بعيد: أي: استغرق غياب الهدهد عن سليمان زمناً يسيراً غير طويل.

{فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ}: ثمّ عاد الهدهد ليخاطب سليمان -عليه السلام- ؛ فقال: الفاء للتّعقيب والمباشرة، أحطت: الإحاطة هي العالم بالشّيء من جميع جهاته إحاطة تامة كالبحر المحيط أيْ: علمت شيئاً لا تعلمه ورأيت شيئاً عجيباً أنت عنه غافل.

{وَجِئْتُكَ}: المجيء لم يكن بسهولة لكون الهدهد لم يحصل على النّبأ بسهولة ولم يقل أتيتك: الإتيان يكون بسهولة بعكس المجيء.

{مِنْ}: ابتدائية.

{سَبَإٍ}: نسبة إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، له (١٠) أولاد (٦) منهم كانوا في اليمن و (٤) رحلوا إلى الشام، وسبأ يمكن يكون اسماً للقبيلة أو المكان أو جد القبيلة، وسُمِّيت مدينة مأرب فيما بعد، وهي قريبة من صنعاء.

{بِنَبَإٍ}: الباء للإلصاق والنّبأ هو الخبر العظيم أو الهام.

{يَقِينٍ}: أيْ: حق ثابت وصدق لا ريب فيه، والنّبأ هو ما ذكر في الآيات (٢٣-٢٤). وقول الهدهد: (أحطت بما لم تحط به): فيه دعوة لسليمان للاستماع لما سيقوله له؛ كي يعيره الاهتمام ويخبره بما رآه، ولم يخبر الهدهد سليمان مباشرة بالخبر.

سورة النّمل [الآيات ٢٣ - ٣٥]