{عَلَى}: تفيد المشقة والصعوبة للحصول على الدم، ثم لطخوا به قميص يوسف بدم كذب؛ أي: ليس دم يوسف.
{بِدَمٍ كَذِبٍ}: بدم: الباء: للإلصاق والتّوكيد؛ دم كذب: كذب: مصدر للمبالغة، وحين نصف الشيء بمصدره كأن الشيء إلى المصدر؛ أي: كأنّه نفس الكذب، أو الكذب بعينه؛ أيْ: بدم مكذوب؛ لأنّ الدّم لا يكذب، والّذي كذب هو من جاء بالدّم، ووضعه على القميص؛ فلما رأى يعقوب القميص، وعليه الدّم الكذب، ولم يجد فيه أيَّ خرق، أو عيب؛ أيَّ تمزق؛ فكأن الذّئب أكل لحم يوسف دون أن يمزق قميص يوسف؛ عندها شعر يعقوب بمكر أولاده بيوسف.
{قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا}: سولت: طوعت أو سهلت وزينت، والتّسويل: تحسين الشّيء، وتزيينه، وتحبيبه إلى الإنسان كي يفعله، ولنعلم أن التسويل (سولت) تحتاج إلى جهد أقل من طوعت؛ أي: طوعت تحتاج إلى جهد أشد من التسويل.
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}: فصبر: الفاء: للتّوكيد؛ صبر جميل: صبر من دون شكوى إلى أحدٍ من الخلق إلا الله، ومن دون جزع، أو يأس، والرّضا بما قدر الله وقضى؛ فيجوز للعبد أن يشكو بثه وحزنه إلى الله سبحانه.
{وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}: أيْ: أسأل الله العون على ما؛ أي: الذي، وما: أوسع شمولاً من الذي؛ تصفون (من هلاك يوسف وأن الذّئب أكله، أو أسأل الله الصّبر، والاحتساب لهذا النّبأ المفجع.
ما هو الفرق بين صبر جميل في هذه الآية، وقوله تعالى:{فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا}[المعارج: ٥]؟