{وَأَلْقِ عَصَاكَ}: قول مباشر من رب العالمين لموسى -عليه السلام- ، وفي سورة القصص آية (٣١): {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ}: نجد إضافة أن في آية القصص، وتسمى المصدرية، أو المفسرة؛ أي: ناداه ربه أن ألق عصاك؛ أي: بإلقاء عصاه.
لو نظرنا إلى الأحداث في هذه السّورة نجدها جاءت مجملة ومختصرة مقارنة مع سورة طه وسورة القصص وغَلب عليها طابع التّكريم، إضافة إلى الإيجاز، ولم يقل له سبحانه: وما تلك بيمينك يا موسى وألق عصاك.
{فَلَمَّا رَآهَا}: الفاء للتعقيب والمباشرة، لما ظرفية زمانية بمعنى حين.
{تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ}: أي: فلما ألقاها انقلبت إلى حية تهتز كأنها جان، أيْ: في الحركة والسّرعة؛ كان ذلك مظهراً آخر للاختبار الأول لموسى مع العصا، كما رأينا في سورة طه آية (٢٠).
{وَلَّى مُدْبِرًا}: انصرف خائفاً، أو هرب خوفاً منها.
{وَلَمْ يُعَقِّبْ}: لم يلتفت وراءَه، ولم يرجع إلى مكانه. يعقب مشتقة من عقب القدم: أي: يدور على عقبه ويرجع.
{يَامُوسَى لَا تَخَفْ}: لا النّاهية، لا تخف من الحية، أو هذا الثّعبان، أو مما ترى أمامك. ارجع إلى سورة طه آية (٢٠) لمزيد من البيان وسورة الأعراف آية (١٠٧).
{إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَىَّ الْمُرْسَلُونَ}: إني للتوكيد، لدي: ولم يقل: مني المرسلون؛ لأنّ المرسلين يخافون من الله كلّ الخوف ويخشونه، أيْ: لا يخاف لدي، أيْ: عندي أو في حضرتي، ولكن استعمل لدي؛ لأنّها تحمل معنى التّكريم والقرب بينما عندي تستعمل للعامة.