{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ}: يوم يبعثهم الله (أي: الكفار) من قبورهم يوم البعث، لا يفوته أحدٌ من الأولين والآخرين، وفي الآية (١٨) القادمة في نفس السورة يقول تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا}: هذه الآية تختلف عن الآية (٦)؛ الآية (١٨): جاءت في سياق المنافقين، والآية (٦): جاءت في سياق الكفار.
{جَمِيعًا}: للتوكيد، وجميعاً تعني: كلّهم، وتعني: مجتمعين في مكان واحد.
{فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا}: الفاء للتوكيد، ينبّئهم بما عملوا: ينبّئهم: يخبرهم بأعمالهم؛ أي: أقوالهم وأفعالهم (التي عملوها في الدنيا)، ويُطلعهم عليها ويطلب منهم أن يقرؤوا كتبهم بأنفسهم؛ لإقامة الحجة عليهم.
{أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ}: أي حفظ الله أعمالهم وعدّها لهم ولم يغب عليه شيء، وهم قد نسوا تلك الأعمال.
{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ}: شهيد صيغة مبالغة؛ أي: مطّلع على ظواهر أعمالهم وبواطنها، وعلى أقوالهم ونواياهم. والشّهادة تعني: العلم مع الحضور، فهو سبحانه شهيدٌ على أقوالهم وأفعالهم؛ لأنّ علمه أحاط بكلّ ما يجري في السّموات والأرض وما تخفي الصّدور، وكفى بالله شهيداً، ولا يُحتاج إلى شهادة غيره، وتكرر اسم الشهيد في القرآن في (١٩) آية.