{تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ}: أيْ: أقسموا بالله، الباء: باء القسم كلّ واحد أقسم للآخر؛ أي: ابتدأ بالقول أحدهم قائلاً لهم تقاسموا وهو يريد المشاركة معهم في القسم، ودل على ذلك قوله:{لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ} فلما توافقوا على الأمر فصار الجميع في حكم القائل. انظر إلى هؤلاء المفسدون في الأرض يقسمون بالله سبحانه ليقتلن نبيهم (صالح) ويظنون أنّ الله سبحانه غافلاً عما يعملون ولن يقيَه شرهم.
{لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ}: اللام لام التّوكيد، لنبيتنه: لنقتلنَّه وأهله وقت البيتوتة، أيْ: في الليل أو لنقتلنَّه بغتة أو نباغتنَّه بياتاً، وكذلك نقتل أهله في نفس الزّمن، فهم لم يكفيهم أن عقروا الناقة بل تمادوا في غيهم وفسادهم ويريدوا قتل صالح -عليه السلام- وأهل بيته.
{ثُمَّ}: للترتيب الذّكري، أيْ: بعد قتله في الصّباح.
{لِوَلِيِّهِ}: لولي دم صالح (أقربائه) من الذين يطالبون القصاص أو الدية.
{مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ}: ما النّافية، شهدنا: ما علمنا من قتل أهله فكيف نعلم من قتل صالح، ولم يقولوا: ما شهدنا مهلكه، ما شهدنا مهلك أهله؛ لكي يبعدوا الشّبهات عنهم، فإذا لم نشهد مهلك أهله من باب أولى ما شهدنا مهلكه (مقتله) ولا نعرف شيئاً عن قتله.
{وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}: اللام للتوكيد، لصادقون: لأنّهم يعلمون أنّ أوليائه وأتباعه لن يصدقوا ما سيقال لهم بشأن قتله وقتل أهله، وسيقولون لهم: وإنا لصادقون فيما نخبركم به، وهم يعلمون في أنفسهم أنّهم كاذبون، ونسوا أنّ الله معهم إذ يبيِّتون ما لا يرضى من القول ولن يترك رسوله يقتل.