للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الإسراء [١٧: ١١]

{وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا}:

{وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ}: الإنسان: اسم جنس؛ يدعو: من الدعاء بالشر على نفسه، أو ولده، أو ماله عند الضجر، والغضب، والعجلة، وعدم الصّبر؛ يدعو بالموت، والهلاك، أو اللعنة، ولا ينظر في عاقبة دعائه.

{دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ}: أي: يدعو بالشر كما يدعو بالخير بالسلامة، والرزق، والعافية، سواء بشهوة أم بغضب متعجلاً بدون صبر وتمهل فيدعو على نفسه أو أولاده، ولو استجاب الله سبحانه له لأصابه الضر، وربما هلك، ولكن من رحمته سبحانه، وفضله لم يستجب لدعائه، وعليه الكف عن هذا للخوف من أن تكون ساعة استجابة فيندم حين لا ينفع الندم.

{وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا}: كان: تشمل كل الأزمنة: الماضي، والحاضر، والمستقبل؛ أي: كان عجولاً في كل الأوقات؛ عجولاً في دعائه، وأفعاله، وأقواله؛ عجولاً: صيغة مبالغة: كثير العجلة. وكما قال تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: ٣٧]، ولا تعني أن الله خلقه عجولاً، وإنما من كثرة عجلته التي هي مكتسبة، أو من صنع يده يظهر كأنه خلق عجولاً. وهناك من الناس من يتجمَّل بالصبر ولا يتسرع، ولكن هذه الفئة قليلة، والغالبية ممن يبدو كأنه مجبول على العجلة، وعدم الصبر والتريث، وهناك أمور يستحب فيها العجلة مثل: دفن الموتى، والإسراع في سداد الدين، والرجوع إلى الله بالتوبة والإنابة، وكذلك الزواج في سن مبكرة وغيرها.