{فِتْنَةً}: جاءت بصيغة النّكرة؛ لتشمل كلَّ أنواع الفتن؛ مهما كانت صغيرة، أو كبيرة، وما نوعها، والفتنة أشد من الاختبار، وأهمها فتنة الكفر، والشّرك، والمعصية، والقتل، والبدع، وفتنة العذاب، والبأساء، والضّراء؛ كالفقر، والمرض، والغلاء، وتسلط الظّلم، وفتنة انتشار الزِّنى، واللواطة، والفاحشة، وفتنة السّكوت عن إنكار المنكر، والأمر بالمعروف. ارجع إلى سورة آل عمران، آية (٧)، والعنكبوت، آية (٢-٣)؛ لمزيد من البيان.
{لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً}: لا تصيبن: لا تهلك، أو لا تضر، أو لا تؤذي الّذين ظلموا منكم فقط؛ «أي: الّذين قاموا بعمل المنكر، أو إظهار البدع، ونشرها، والكفر، والقتل… وغيرها»، وإنما تصيب كذلك، وتتعدَّى الّذين ظلموا؛ لتصيب الصّالح أيضاً؛ لأنّ الصّالح لم يقم بواجبه بردع الظّالم، والحدِّ من ظلمه، وبتغيير المنكر، لا باليد، ولا باللسان، ولا بالقلب.
{مِنكُمْ خَاصَّةً}: أيْ: ستعم الفتنة، وتشمل الكلَّ؛ فلا ينجو منها إلا من رحم ربك.