للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يس [٣٦: ٣٨]

{وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}:

{وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}: تجري: (مشتقة من جري الحصان) تجري كجري الأمواج صعوداً وهبوطاً؛ أي: بشكل متعرج وتذبذب يميناً وشمالاً، تجري لمستقر لها: فسره العلماء قديماً: تحت عرش الرّحمن، والتّفسير العلمي تجري بزاوية تميل (١٠) درجات جنوب غرب نجم النّسر، والشّمس والمجموعة الشّمسية تجري باتجاه نقطة محددة تسمى مستقر الشّمس (صولر ايبكس) وتجري أيضاً حول مركز المجرة وتستغرق دورتها (٢٥٠) مليون سنة وتجري باتجاه مستقرها الّذي هو (صولر ايبكس). كلمة تجري: تدل على سرعة الجري، تجري بسرعة تقدر (٢١٧) كم في الثّانية.

وتجري لأجلٍ مسمىً، الأجل: هو يوم القيامة؛ أي: ستبقى تجري وتجري حتى يأتي يوم القيامة، اللام لام النّهاية عندها تكون قد استنفدت وقودها وتخمد وتنطفئ ويذهب نورها كما قال تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: ١].

{ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}: ذلك ما سبق من حركة وجريان يحتاج إلى علم وحساب وتقدير دقيق لا يستطيع القيام به إلا العزيز العليم، العزيز: الّذي لا يُغلب ولا يُقهر الّذي سنّ القوانين وكلها خاضعة لعظمته، العليم: بكونه وخلقه وجريان الشّمس والقمر والنّجوم والكواكب والمجرّات، والعليم بكلّ حركة وجري في كونه إلى أين ومتى.