{وَلَقَدْ}: الواو استئنافية، لقد: اللام للتوكيد، قد للتحقيق.
{أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ}: أصبناهم وأنزلنا بهم العذاب بشدة، فلم ينجُ منهم أحد إلا أصابه الفقر والقحط، الباء للإلصاق والمصاحبة والاستمرار، العذاب: جاء بأل التّعريف، أي: العذاب الدّنيوي مثل سني القحط والفقر والجوع، أو قيل: القتل والأسر والهزائم، كما حصل في معركة بدر الكبرى.
{فَمَا}: الفاء: للترتيب والتّعقيب، ما: النّافية.
{اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ}: استكان: بمعنى خضع، والاستكانة: مشتقة من السكون؛ أي: الخضوع من استكان، أي: انتقل من كَوْن إلى كوْن واستعمل كثيراً في الانتقال من كون الكبر إلى كون الخضوع.
أيْ: فما خضعوا وانقادوا وأطاعوا ربهم بعد ما أصابهم العذاب ليكشف عنهم العذاب.
{لِرَبِّهِمْ}: اللام لام الاختصاص والاستحقاق.
{وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}: تكرار (ما): لتوكيد النّفي، فما استكانوا وما يتضرعون وفصل كلّ منهما عن الآخر، أيْ: لم يتضرعوا ولم يستكينوا، لم يفعلوا أحدهما أو كلاهما معاً، يتضرعون: وهي الدّعاء والاستغاثة والذّلة أو ما تذلَّلوا لربهم بالدّعاء، ولم يقل: وما يضرعون، الفرق بينهما:
يضرعون: بالإدغام (التّاء في الطّاء) صيغة مبالغة وتعني الإكثار في الدّعاء والتّضرع والخبرة في كيفية التضرع.
يتضرعون: أطول في البناء وتدل على طول الزّمن الّذي أعطي لهم ولم يتضرعوا ولو مرة واحدة، ويتضرعون جاءت بصيغة المضارع، ولم يقل: وما تضرعوا، كما قال: وما استكانوا؛ ليدل على دوامهم واستمرارهم في عدم التّضرع، أيْ: ليس من عادتهم التّضرع، وقوله: يجأرون، لا تعني: يتضرعون. ارجع إلى الآية (٦٤) من نفس السّورة لمعرفة الفرق.