{وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ}: أي: لصاحب الجنتين ثمر: جمع ثمرة؛ أي: أعطاه الله الثّمر الكثير، وتقديم له يدل على الحصر، والقصر؛ أي: له وحده، وقيل في تفسير ثمر: مال، أو ثمر كثير باعه، فأصبح غنياً؛ لأنّه قال لصاحبه: أنا أكثر منك مالاً؛ فالثّمر قد يعني: الثّمر الكثير العادي بأشكاله المختلفة، والمال، والولد.
{فَقَالَ لِصَاحِبِهِ}: فقال: الفاء: تدل على التّرتيب، والتّعقيب، والصاحب: قد تطلق على الأخ، أو الصديق، أو المسافر، أو من يلازمه في كثير من الأوقات، والصاحب: يطلق على الّذي ينتفع منه، ولا تضر صحبته؛ فإذا كانت صحبته فيها مضرة يطلق عليه: القرين كالشيطان؛ كقوله تعالى:{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}[الزخرف: ٣٦].
{وَهُوَ يُحَاوِرُهُ}: هو: يفيد التّوكيد. الحوار: مناقشة بين طرفين كلّ منهما يبدي رأيه في مسألة الإيمان، والكفر، أو طلب الدّنيا، وطلب الآخرة.
{أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}: هذا القول يدل على الفخر، والتّكبر، أو الاستعلاء. النّفر: قيل: من (٣-١٠).
{وَأَعَزُّ نَفَرًا}: إما ولداً، أو عشيرة، أو أعواناً. أعز: أكثر، أو أشد عزة، والنّفر: الّذين ينفرون معه للدفاع، أو القتال، أو الخروج لأمر طارئ.