سورة النساء [٤: ٥٧]
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا}:
في مقابل الذين كفروا بآياتنا هناك الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
فهؤلاء: {سَنُدْخِلُهُمْ}: السين: للاستقبال، وتدل على القرب (الحدوث).
{جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}: أيْ: تنبع الأنهار من تحتها، أنهار الجنة.
{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}: الخلود: استمرار البقاء من وقت مبتدأ (من بداية) إلى ما لا نهاية له.
{لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ}: ولم يقل: أزواج مطهرات؛ أيْ: كل واحدة لها صورتها وطهارتها التي تختلف عن الأخرى.
بل قال: {أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ}: أيْ: كلهنَّ سيكنَّ أزواجاً على صورة واحدة من الطهر، مطهرة من البول، والغائط، ودم الحيض وغيره.
{وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا}: وندخلهم ظلاً ظليلاً؛ أي: الظل الظليل: الظل الكثيف الذي يقيهم الحر، والبرد، صيغة مبالغة، وتأكيد مثل ليل وأليل.
وفي آية أخرى: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} [الواقعة: ٣٠].
وفي آية أخرى: {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} [الرعد: ٣٥].
{ظِلًّا ظَلِيلًا}: أيْ: ممدود لقوله: وظل ممدود ليس ظلاً واحداً فحسب، بل ظلال؛ لقوله: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى ظِلَالٍ وَعُيُونٍ} [المرسلات: ٤١].
إذن الظل الظليل: الممدود، والدائم، والعديد المتنوع.
أما ظل النار؛ فقد وصف بأنه ظل ذو ثلاث شعب: {لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِى مِنَ اللَّهَبِ} [المرسلات: ٣٠-٣١].
وفي آية أخرى وصفه: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ} [الواقعة: ٤٣-٤٤]. ارجع إلى سورة يس آية (٥٦) لمزيد من البيان في معنى الظل.