{يَبِيتُونَ}: من البيتوتة: تعني بالليل والبيتوتة لا يشترط فيها كلّ الليل، وقد يكون جزءاً من الليل وسواء نام أو لم ينم، وجاءت بصيغة المضارع لتدل على التجدد والتكرار والاستمرار. والبيتوتة هنا لا تعني النوم والاستراحة، وإنما تعني القيام لرب العالمين والتبتل إليه تبتيلاً.
{لِرَبِّهِمْ}: اللام لام الاختصاص والاستحقاق.
{سُجَّدًا وَقِيَامًا}: أيْ: يصلون لربهم فمنهم القائم على قدميه ومنهم الساجد على وجهه. سجداً: السجود الظاهري بخشوع أو بدون خشوع. وفي هذه الآية تعريض بأولئك الذين {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}[الفرقان: ٦٠] السابقة؛ أي: إذا فريق منهم أعرضوا عن السجود للرحمن فهناك فريق آخر أو عباد يبيتون لربهم سجداً وقياماً.
وقدَّم السجود على القيام: للمبالغة في كثرة السجود، أو لأن العبد يكون أقرب إلى الله سبحانه في حالة السجود.