للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة طه [٢٠: ١٨]

{قَالَ هِىَ عَصَاىَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِى وَلِىَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}:

{قَالَ هِىَ عَصَاىَ}: قال: موسى؛ هي: للتوكيد، وتدل على الإجابة بإخلاص.

{أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِى}: أي: أضرب بها ورق الشّجر؛ ليسقط فترعاه غنمي، وعادة ما يسقط الورق اليابس، وأهش من الهشاشة، والشّيء الهش ينكسر، أو يتفتت، أو يسقط بسرعة، وهنا يعني: ورق الشّجر، ولو كان يعني بها زجر الغنم لاستعمل كلمة أهس بالسّين، وليس بالشّين، وأتوكأ عليها حين التّعب، أو الإعياء، وقد تسمى العصا منسأة كما ورد في قصة سليمان، ومنسأة؛ لأنها تستعمل في زجر الإبل وسوقها، ومنسأة من نسأ؛ أي: زجر، أو أخر؛ وتعني: أن هذه العصا (المنسأة) التي أخرت الجن من العلم بأن سليمان قد مات؛ ارجع إلى سورة سبأ آية (١٤) لمزيد من البيان.

{وَلِىَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}: أي: لي فيها حاجات أخرى.

{مَآرِبُ}: جمع مأربة؛ أي: منفعة، ولا أرَبَ لي في كذا؛ أي: لا حاجة لي فيه؛ كقوله: {غَيْرِ أُولِى الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} [النور: ٣١]، والإربة؛ أي: الحاجة، ومن هذه المآرب: الدّفاع عن النّفس، أو الصّيد، وقتل هوام الأرض، أو يضع عصاه على كتفه يعلّق عليها زاده.