للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الكهف [١٨: ٦٦]

{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}:

{هَلْ أَتَّبِعُكَ}: استفهام يفيد العرض.

{أَتَّبِعُكَ}: بالتّشديد بدلاً من اتْبعك؛ دلالة على شدة حرص موسى على المتابعة، أو المبالغة في الاتباع، والاجتهاد، والسؤال هنا: ماذا حدث لفتى موسى يوشع بعد ذلك؟ لم يخبرنا القرآن بشيء عنه.

{عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ}: أن: حرف مصدري يفيد التّوكيد؛ أي: ليس له غرض آخر غير طلب العلم؛ فهو لا يريد مال، ولا جاه من هذا الاتباع. على: تفيد تحديد المطلوب، والإخلاص في العلم.

{مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}: مما: من: ابتدائية بعضية؛ ما: بمعنى: الذي، أو مصدرية؛ أي: أن تعلمني بعضاً مما عندك من العلم.

مما عُلمت رشداً: علماً ذا رشد، أو علماً يؤدي إلى الرّشد مما علمك الله سبحانه، وتعلمن حذف منها الياء، ولم يقل: تعلمني؛ لأنّ ما سيتعلمه موسى من الخضر علم قليل مهما طالت صحبتهما.

{رُشْدًا}: ولم يقل: رَشَداً. لمعرفة الفرق: رُشداً: مما يهدي إلى الأصلح، والأفضل في الأمور الدّنيوية، والأخروية.

أما رَشَداً: مما يهدي إلى الحق، والخير، والصّواب في الأمور الأخروية فقط؛ فالرُشد أعم من الرَشد.