بعد ذكر الذين يبخلون في الآية السابقة، يذكر بعدهم الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس؛ للمدح والسمعة، لا ابتغاء وجه الله، وينفقون المرات العديدة بتجدد وتكرار. وقيل: نزلت هذه الآية في المنافقين الذين لا يؤمنون بالله، ولا باليوم الآخر.
كما جاء في سورة التوبة، آية (٥٣-٥٤): {قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ}.
{يُنْفِقُونَ}: جاءت بصيغة المضارع؛ لتدل على تجدد، وتكرار إنفاقهم؛ للمراءاة، والخُيلاء، وليس لوجه الله تعالى.
{وَمَنْ}: الواو: استئنافية. من: شرطية.
{يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا}: القرين: الملازم للإنسان، ولا يقال له الصاحب؛ لأن الصحبة تعني: انتفاع الصاحبين كل بالآخر، أما القرين فتطلق على صاحب السوء.
ولكل إنسان قرين: وهو عادة قرين سوء، وقرين جمعها: قرناء.
{فَسَاءَ قَرِينًا}: ساء: من أفعال الذم؛ أيْ: بئس القرين، ساء قريناً؛ حيث حملهم على الرياء، أو البخل.