للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة طه [٢٠: ١٣٥]

{قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِىِّ وَمَنِ اهْتَدَى}:

{قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا}: قل لهم يا محمّد -صلى الله عليه وسلم-: كلٌّ منا ومنكم متربّص: اسم فاعل لفعل "تربص" والتّربص: المراقبة والمتابعة لوقوع شيء ما بالغير؛ أي: كلٌّ منا ومنكم يتربص بالآخر؛ أي: بما سيحلّ به في الدّنيا وفي الآخرة. ارجع إلى سورة الطّور، آية (٣٠)؛ للبيان.

{فَسَتَعْلَمُونَ}: الفاء: للتوكيد، والسّين: للاستقبال القريب والتّوكيد.

{مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِىِّ}: من: ابتدائية، أصحاب الصراط السّويّ: أي: الصراط المستقيم: الإسلام، والصّراط: هو أوسع السّبل وأسهلها، وأقصرها مسافةً وزمناً، وحذف من هو على ضلال مبين، أو من غوى.

{وَمَنِ اهْتَدَى}: تكرار "من" يفيد التّوكيد؛ اهتدى: من سار على طريق الهدى الموصل إلى الغاية العظمى، وهي رضوان الله تعالى، وسعادة الدارين، ومن غوى؛ أي: فسد رأيه وعقيدته، وملَّته، وضلَّ وانحرف عن منهج الله تعالى، وفي هذه الآية تحدي رفيع في مقام الحجاج والدعوة إلى الله كما في قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سبأ: ٢٤] مقارنة بقوله تعالى: {فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} [التوبة: ٥٢] جاءت هذه الآية في سياق الإنذار والتهديد والوعيد.