{قُلُوبُنَا غُلْفٌ}: مأخوذة من الغلاف، والتغليف، وغُلف؛ بسكون اللام، كما يقرؤها الجمهور، أو غُلُف؛ كما يقرؤها بعض العلماء.
{غُلْفٌ}؛ لها معان عدَّة؛ معاً:
١ - غُلُف: بضم اللام؛ أي: جمع غلاف، أو مغلفة بأغشية، أو أغطية، تمنع وصول الموعظة، والنور إليها، والإيمان والهداية، لا يدخلها شعاع من النور، والهداية، ولا يخرج منها شعاع من الكفر؛ أي: قلوبٌ مطبوع عليها.
٢ - عُلف: أي: مغلفة، وفيها من العلم، ما يكفيها، ويزيد، وكأنهم يقولون: قلوبنا لا تسع شيئاً آخر، فلسنا بحاجة إلى كلام الرسل، أو الهداية.
٣ - خلقت غلفاً: لا تتدبر، ولا تعتبر، ولا تعي، ولا تفقه، ما يقال لها؛ أي: مخلوقة على الكفر.
فرد الله -جل وعلا- على افتراءاتهم، أن تكون قلوبهم مخلوقة على الكفر، وامتناع قبول الحق.
{لَعَنَهُمُ اللَّهُ}: أي: طردهم الله تعالى، وأبعدهم عن رحمته.
{بِكُفْرِهِمْ}: الباء؛ للإلصاق، باء السببية، أو المقابلة؛ أي: بسبب زعمهم أنّ قلوبهم غلف، وكفرهم.
{فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ}: الفاء؛ للتوكيد، وما؛ للتوكيد أيضاً؛ أي: فقليل من يؤمن منهم؛ أي: عدد المؤمنين منهم قليل، والأكثرية لم يؤمنوا، أو أنّ إيمانهم قليل جداً؛ أي: سطحياً، وبألسنتهم فقط، وليس في قلوبهم.
أو تعني: لا يؤمنون قليلاً، ولا كثيراً، لا هذا وذاك.