هذه الآية تؤكد لنا: أنّ الإسلام يَجُبُّ ما قبله، وأنّ باب التّوبة مفتوح.
{فَإِنْ}: الفاء: للترتيب، والتّعقيب. إن: شرطية، ولم يقل: فإذا تابوا؛ استعمال (إنْ): يدل على الاحتمال، والشّك، وقلة الحدوث، ولو استعمل فإذا تابوا: لدلَّ على حتمية الحدوث، وأن توبتهم مؤكَّدة.
{فَإِخْوَانُكُمْ}: الفاء: رابطة لجواب الشّرط؛ تفيد التّوكيد.
{فِى}: ظرفية {الدِّينِ}، الإخوة نوعين: إخوة النّسب والدّم، وهناك الإخوة في الدّين والعقيدة، وشاء الله أن يرفع الإيمان إلى مرتبة النّسب؛ فقال:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، فما دام قد دخلوا معنا في الإيمان؛ فأصبح لهم حق إخوة النّسب في التّواد، والتّراحم، بل جعل إخوة الدّين أهم من إخوة الدّم، والنّسب.
{وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}: نفصل؛ أيْ: نأتي بالآيات بأشكال وألوان متعدِّدة، ومواضيع مختلفة؛ لكي يتعلم النّاس، ويفقهوا أمور دينهم، واللام في لقوم: لام الاختصاص؛ أيْ: نفصل هذه الآيات لقوم يعلمون؛ أي: يتفكرون أولاً، ثم يتدبرون، ثم يفقهون، ثم يعلمون ما في الآيات من أحكام ومواعظ وأسرار.