أي: أجاب الله سبحانه دعاءه وأمره أن يسري بقومه ليلاً، وفي الآيات الأخرى قال تعالى:{أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِى}[طه: ٧٧]، وفي الشعراء آية (٥٢) قال تعالى: {أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِى} ولم يقل ليلاً.
{فَأَسْرِ}: من السُّرى؛ وهو السّير ليلاً، مبنيّ على السّتر والخفاء؛ فلماذا أضاف ليلاً في هذه الآية؟ لأن في آية طه والشعراء لم يحدد أي ليلة، أو تلك الليلة، وفي آية الدخان حدد تلك الليلة بعينها.
{لَيْلًا}: تعني في تلك الليلة المحددة المعينة، وثانياً: في جزء من الليل ولا تعني كلّ الليل، ولو قال فأسرِ بعبادي الليل؛ يعني: كلّ الليل، ولو قال فأسرِ بعبادي فقط فهو لم يحدّد ليلة معينة؛ أي: أسرِ بعبادي في المستقبل، كما في قوله تعالى في سورة طه آية (٧٧) وسورة الشّعراء آية (٥٢) حين خاطب الله سبحانه موسى -عليه السلام- فقال: أن أسرِ بعبادي، فقط ولم يقل ليلاً إلا في سورة الدّخان آية (٢٣).
{إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ}: ولم يُبين في هذه الآية بمن يتبعهم، ولكنه بينه في آية أخرى في سورة طه الآية (٧٨): {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ}، وفي آية أخرى سورة يونس الآية (٩٠): {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا}.
إذن: أسرِ بعبادي ليلاً: أي أسرِ ليلاً في هذه الليلة المحددة، بينما أسرِ بعبادي تعني: في المستقبل، وفيها متّسع من الوقت حتّى يجهّز نفسه وقومه للخروج.