للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأحزاب [٣٣: ٥٥]

{لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِى آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدًا}:

سبب النّزول: لما نزلت آية الحجاب اشتكى أقارب أمّهات المؤمنين فقالوا: أو نحن أيضاً لا نكلمهنَّ إلا من وراء الحجاب فنزلت لا جناح عليهنَّ كما قال ابن كثير.

{لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ}: أيْ: لا إثم ولا ذنب عليهنَّ؛ ارجع إلى الآية (٥) من نفس السورة، ولم يقل: ليس عليهنَّ جناح: لمعرفة الفرق ارجع إلى الآية (١٥٨) من سورة البقرة للبيان، لا حرج ولا إثم أن يدخل عليهنَّ ويكلمهنَّ من دون حجاب هؤلاء المذكورون في الآية: وهم الآباء والأبناء والإخوان وأبناء إخوانهنَّ وأبناء أخواتهنَّ.

{وَلَا نِسَائِهِنَّ}: اختلف الفقهاء في المراد بنسائهنَّ فقال بعضهم: المسلمات فقط، وهو قول أكثر الفقهاء ومنهم ابن عباس، وقال البعض: جميع النّساء المسلمة والكتابية والكافرة، وقوله: نسائهنَّ، ولم يقل: النّساء، تعني النّساء اللاتي هنَّ ملازمات لهنَّ مثل العاملات أو الخادمات. ارجع إلى كتب الفقه للاطلاع على المزيد من البيان والتّحقيق.

{وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ}: معطلة في عصرنا الحاضر، ولم يذكر الأعمام والأخوال (العم والخال) رغم أنّ منزلتهما كمنزلة الوالد، بعضهم قال: لا يجوز وبعضهم قال: يجوز. ارجع إلى مصادر الفقه، والطّفل الّذين لم يظهروا على عورات النّساء، وتكرار لا يفيد التّوكيد وفصل كلّ قرابة عن الآخر.

{وَاتَّقِينَ اللَّهَ}: من التّقوى وهي بامتثال وطاعة أوامر الله سبحانه وتجنُّب ما نهى عنه، أي: اتقين سخط الله وغضبه وناره فيما أمر به من الحجاب والعفة والقول والنّظر والتّبرج.

{إِنَّ اللَّهَ}: إنّ للتوكيد.

{كَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدًا}: كان تشمل كلّ الأزمنة الماضي والحاضر والمستقبل، شهيداً: صيغة مبالغة من شاهد وشهيداً تعني: الرّقيب والمطلع على كلّ شيء والمحيط علمه بعباده وما تخفي صدورهم وتفعل جوارحهم وكلّ سر ونجوى وجهر.

أمّا الفرق بين إنّ الله كان بكلّ شيء عليماً، إنّ الله كان على كلّ شيء شهيداً:

فالشّهادة أخص من العلم، العلم = الشّهادة وزيادة.

فالعليم يعلم أكثر من الشّهيد والشّهادة علم يتناول الموجود والعلم يتناول الموجود والمعدوم، والمسموع الغائب والحاضر، وللمقارنة بالرّقيب. ارجع إلى الآية (٥٢) من نفس السّورة.