{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ}: الخطاب إلى كلّ إنسان ينكر البعث والحساب والجزاء، وهو أعم وأشمل من قوله: أولم يروا أنّا خلقنا لهم مما علمت أيدينا أنعاماً، أولم: الهمزة للاستفهام، الواو تدل على الكثرة والجمع، وشدة الإنكار إنكار شيء مرئي؛ لم: النّافية، يرَ: الإنسان رؤية قلبية علمية؛ أي: يتفكر كيف خلقناه.
{أَنَّا}: للتعظيم.
{خَلَقْنَاهُ مِنْ نُّطْفَةٍ}: نطفة الرّجل وهي الحيوان المنويّ ونطفة المرأة البويضة.
{فَإِذَا}: الفاء للترتيب والتّعقيب والمباشرة؛ أي: مجرد ما أصبح في سن البلوغ أصبح خصيماً؛ أي: تفيد الإسراع في الخصومة، أو تدل على السّببية؛ أي: فإنّ خلقه كان سبباً للخصومة، أو تدل على البدلية بدلاً من أن يكون شاكراً لربه أصبح خصماً له، إذا: ظرفية تفيد الفجأة.
{خَصِيمٌ}: خصيم شديد الخصومة أو شديد الخصام لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، الخصيم: الّذي يجادل وينكر الآيات والبعث والحساب والجزاء، والمبالغ في إظهار خصومته وعداوته.
{مُبِينٌ}: بيّنُ الخصومة لخالقه، خصومته لا تخفى على أحد وظاهرةٌ، قد يكون الإنسان أحياناً خصماً لإنسان آخر، أما أن يكون خصماً أو خصيماً لخالقه العزيز الجبار القهار، هذا شيء لا يتصوره أيّ ذي عقل، خلقه من نطفة ومن ماء مهين فيصبح خصيماً مبيناً!