للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الزمر [٣٩: ٢]

{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}:

{إِنَّا}: للتعظيم.

{أَنزَلْنَا إِلَيْكَ}: أنزلنا، أيْ: جملة واحدة دفعة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا، إليك: تفيد الانتهاء، إليه تستعمل لعموم الغايات، وتستعمل عادة في الأمور التي لا تختص بالدعوة، وعليك: تفيد المشقة والعلو، وتستعمل في سياق الدعوة والتبليغ. ارجع إلى الآية (٤) من سورة البقرة لمزيد من البيان.

{الْكِتَابَ}: ارجع إلى الآية السّابقة (١) وارجع إلى الآية (٢) من سورة البقرة لمزيد من البيان والآية (٤١) من نفس السّورة.

{بِالْحَقِّ}: الباء للإلصاق، أيْ: أنزلناه بالحق، الحق هو الشّيء الثّابت الّذي لا يتبدل ولا يتغير وليس هناك غيره، أيْ: أنزلناه بالحق بداية وظل على الحق لم يتغيَّر ولم يتبدَّل وسيظل إلى يوم يُرفع من الأرض، والباء تدل على الإلصاق والملازمة كقوله تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: ٤٢].

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩].

{فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}: فاعبد: العبادة طاعة العابد للمعبود (أي: الله سبحانه) فيما أمر به وفيما نهى عنه والعبادة لها منهج ولها جزاء ولا تكون إلا للخالق وحده، وحسب ما أراده وتعني: الخضوع مع المعرفة بالمعبود. ارجع إلى سورة النحل آية (٧٣) لمزيد من البيان.

{فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا}: الفاء لبيان العلة (أي: اعبد الله وحده، أو اعبده موحِّداً إياه لا تشرك به شيئاً).

{لَهُ}: اللام لام الاختصاص والاستحقاق، له: تقديم الجار والمجرور يفيد الحصر.

{الدِّينَ}: له وحده العبادة والطّاعة والدّين ما يطاع به المعبود، ويشمل جملة الشرائع، أو الشرعة (ما ورد في القرآن) ويشمل المنهاج (ما ورد في السنة). ارجع إلى سورة البقرة آية (١٣٢) لمزيد من البيان في معنى الدِّين.